أكد النادي الثقافي الفلسطيني العربي في مخيم البداوي في الذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقة الانتفاضة الأولى – انتفاضة الحجارة انه “في مثل هذه الأيام من عام 1987، اشتعلت في كل مدننا ومخيماتنا وقُرانا جذوةُ الحرية، حين حمل شعبُنا الحجرَ سلاحًا للكرامة، معلنًا للعالم ميلاد الانتفاضة الأولى – بعد النكبة، انتفاضة الحجارة، تلك الملحمة الشعبية التي استمرت ستة سنوات من الصمود والعمل المقاوم، وقدّم فيها شعبُنا آلافَ الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى، وآلاف الأسرى الذين ملأت قضيتُهم وجدان الأمة واعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث”.
واعتبر ان “الانتفاضة الأولى مثلت مدرسةً وطنيةً راسخة، كشفت عدالة قضيتنا، وأثبتت أنّ عزيمة شعبنا لن تُقهر باذن الله مهما بلغ جبروت المحتل. وبقدر ما كان الحجر رمزًا بسيطًا في مادته، كان عظيمًا في معناه، دالًّا على وحدة شعبٍ قرّر أن يقف على قدميه دفاعًا عن حياته وحقه وذاكرته وأرضه”.
ورأى انه “اليوم، ونحن نرى شعبنا في غزة يخوض واحدة من أكثر الحروب قسوة في تاريخ القضية، ويقدّم تضحياتٍ هائلة من دمائه وأطفاله ونسائه ورجاله، نوقن من جديد أن نفس انتفاضة الحجارة لا يزال في صدور احرار شعبنا؛ ذلك النفس الذي يربط الماضي بالحاضر، ويؤكّد أن الشعب الواحد على امتداد فلسطين، من غزة والضفة إلى القدس والداخل والشتات، إنما يقف في معركة واحدة عنوانها البقاء والحرية والتحرير”.
واشار الى ان “ما يجري اليوم من صمودٍ ملحمي في غزة هو امتدادٌ طبيعيّ لنضالٍ عمره أكثر من قرن، نضالٌ لم تنقطع سلاسله، ولم تتوقف تضحياتُه، لأن جذور القضية أعمق من حدودٍ تُرسم أو قراراتٍ تُفرض”.
واكد أنّ “كل فلسطين، من بحرها إلى نهرها، أرضٌ لشعبها، وهويةٌ لا يقبل أصحابُها التنازل عنها. هذا المبدأ ليس شعارًا، بل سردية وجودٍ وحياة، نتمسّك بها في وجه كل محاولات الطمس والاقتلاع. وها هم أهلنا في غزة اليوم يعيدون كتابة حكاية الصمود بالحبر ذاته: دمٌ وكرامة وإصرار”.
واكد انه “نعاهدُ شعبنا وأمتنا أنّ نبقى إن شاء الله، منبرًا للوعي والثقافة الوطنية، وحارسًا لذاكرة النضال، ووفياً لرسالة شعبنا وشهدائنا ونمضي نحو حريته مهما طال الطريق. وفلسطينُ لنا كلّها من البحر إلى النهر”.