على مدخل مكتب وكالة الأونروا في منطقة صور – جل البحر، وقف عشرات اللاجئين الفلسطينيين في اعتصام جديد يعبّر عن حالة الغضب المتصاعدة إزاء ما يصفونه بتدهور خدمات الوكالة وتراجع دورها الإغاثي في لبنان.
الاعتصام الذي دعت إليه لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين بالتعاون مع الحراك الفلسطيني المستقل وبمشاركة المهجرين من سوريا، حمل رسائل واضحة بأن أوضاع اللاجئين لم تعد تحتمل مزيدًا من التأخير أو التجاهل.
على الأرض، بدت الهتافات أكثر حدة من المعتاد، ومعها ارتفعت لافتات تطالب الأونروا بتحمّل مسؤولياتها. يقول أبو رامي، أحد المشاركين في الاعتصام:
“نحن لا نطلب رفاهية… نريد علاجًا للمرضى وتعليمًا محترمًا لأطفالنا. الأونروا تتخلى عنا خطوة بعد خطوة.”
المحتجون اعتبروا أن سياسات الوكالة، ولا سيما دمج المدارس وزيادة الاكتظاظ داخل الصفوف، تُهدد مستقبل آلاف الطلبة. وتقول أم خالد، والدة ثلاثة أطفال:
“صفوف فيها خمسون طالبًا… كيف سيتعلم أبناؤنا؟ نريد تعليمًا يليق بهم، وليس مجرد مقاعد مزدحمة.”
كما طالب المعتصمون بإعادة تفعيل برنامج الشؤون الاجتماعية بعدما أصبح – وفق المشاركين – عاجزًا عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، إضافة إلى إطلاق خطة عاجلة لـ ترميم المنازل المتصدعة داخل المخيمات.
أما أبو علي، مهجّر من مخيم اليرموك في سوريا، فيقول:
“نحن جئنا من حرب إلى معاناة أخرى. نريد فقط أن نعيش بكرامة. على الأونروا أن تتحرك قبل أن تتفاقم أوضاع الناس أكثر.”
وتؤكد الجهات المنظمة أن التحركات لن تتوقف، وأنها ستتجه إلى تصعيد الاحتجاجات في حال عدم وجود خطوات ملموسة من الوكالة. وفي بيان مقتضب، شدد المشاركون على أن تحسين الظروف الصحية والتعليمية والمعيشية للاجئين هو حق مكتسب وليس منّة من أحد.
في الوقت الذي لم تصدر فيه الأونروا تعليقًا مباشرًا حول الاعتصام، يصرّ اللاجئون على أن الضغط الشعبي سيستمر، وسط مخاوف من أن تتحول الأزمة إلى مواجهة مفتوحة إذا بقيت الأمور على حالها.