آخر الأخبار

الهجرة غير الشرعية تفرغ المخيمات الفلسطينية في لبنان من شبابها: قوارب الموت تبتلع الأحلام

30104545

تشهد المخيمات الفلسطينية في لبنان موجة غير مسبوقة من الهجرة، تحوّلت إلى أزمة إنسانية تهدد الوجود الفلسطيني في البلاد. من نهر البارد والبداوي شمالًا، مرورًا ببرج البراجنة وشاتيلا في بيروت، وصولًا إلى عين الحلوة والرشيدية جنوبًا، يفرّ الشباب والعائلات من واقع مأزوم نحو “قوارب الموت”، بحثًا عن حياة كريمة في أوروبا.

مأساة عمر مغامس.. نموذج متكرر

في حادثة جديدة، عُثر على جثمان الشاب عمر خالد مغامس، اللاجئ من مخيم نهر البارد، قبالة السواحل اليونانية، بعد محاولته الهجرة انتهت بالفاجعة. قصة عمر ليست استثناءً، بل تضاف إلى سلسلة من المآسي التي شهدتها السنوات الأخيرة، أبرزها كارثة مركب طرطوس عام 2022 التي أودت بحياة العشرات من الفلسطينيين واللبنانيين.

دوافع الهجرة: فقر وبطالة وحرمان قانوني يفاقمون المعاناة

تجمع التقارير الحقوقية على أن دوافع الهجرة ليست مغامرة، بل هروب من واقع لا يُطاق، وتتمثل أبرز الأسباب في:

 الفقر والبطالة: يعيش أكثر من 65% من اللاجئين الفلسطينيين تحت خط الفقر، فيما تتجاوز نسبة البطالة بين الشباب 50%، وتصل إلى نحو 80% في بعض التجمعات.

 الحرمان القانوني: يُمنع اللاجئون من ممارسة عشرات المهن المنظمة، مثل الطب والهندسة والمحاماة، كما يُحظر عليهم التملك العقاري، ما يغلق أمامهم أي فرصة للاستقرار.

 تراجع خدمات الأونروا: بسبب العجز المالي، تراجعت خدمات الوكالة في مجالات التعليم والصحة والإغاثة، مما زاد من تدهور الأوضاع المعيشية داخل المخيمات.

شبكات تهريب تستغل اليأس

في ظل انسداد الأفق، تنشط شبكات تهريب تستغل حاجة الشباب، وتتقاضى مبالغ تصل إلى 12 ألف دولار للشخص الواحد مقابل رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر، تبدأ غالبًا من تركيا باتجاه اليونان أو إيطاليا. ومع غياب الرقابة، تحوّلت هذه الظاهرة إلى تجارة قاتلة يدفع ثمنها اللاجئون بأرواحهم ومدخراتهم القليلة.

خطر وجودي يهدد المخيمات

يحذّر خبراء اجتماعيون من أن استمرار موجات الهجرة سيؤدي إلى تفريغ المخيمات من طاقاتها الشابة، ما يضعف الحضور الفلسطيني في لبنان ويهدد القضية الوطنية وحق العودة.

دعوات للتحرك العاجل

منظمات حقوقية وإنسانية تطالب بتحرك سريع لوقف هذا النزيف الإنساني عبر:

 منح اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم المدنية والاجتماعية الأساسية.

 تعزيز دعم وكالة الأونروا لتأمين الخدمات الحيوية.

 إطلاق مشاريع تشغيل وتنمية اقتصادية للشباب داخل المخيمات.

وفيما يواصل البحر ابتلاع أحلام الشباب الفلسطيني، تبقى المعالجة الحقيقية رهينة إرادة سياسية وإنسانية قادرة على إنقاذ ما تبقّى من أمل في حياة كريمة وحق ثابت بالعودة.

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة